كل ما يهمك معرفته عن حجر العقيق

ما هو حجر العقيق؟

ينتمي حجر العقيق (بالإنجليزية: Agate) إلى أحجار السيليكا، وهو أحد الأحجار الكريمة التي تتكون في الأساس من الكوارتز، وهو يحمل ذات الخصائص الفيزيائية لهذا المعدن، وهو من الحجارة الكريمة التي يمكن العثور عليها في جميع أنحاء العالم، وتتميز أنواع حجر العقيق بأشكالها وألوانها المتنوعة؛ إذ يطلق على أحد أنواع العقيق اسم الجزع؛ وهو يحتوي على شرائط بيضاء بالتناوب مع خطوط سوداء، أو بنية، أو حمراء، أما النوع الذي يحتوي على مجموعة متنوعة من مادة ذات لون أخضر مدمجة في العقيق والتي يتم تحويلها إلى خطوط وأشكال أخرى توحي بنمو الخضار (يبدو شكل الحجر وكأن نبتات صغيرة تنمو فيه) فإنه يعرف باسم عقيق الطحلب.^[١]

كيف يتكون حجر العقيق؟

تتكون أحجار العقيق في تجاويف الصخور البركانية أو الحمم القديمة، ومن النظريات المحتملة لتشكله أنه أثناء تبريد الحمم البركانية؛ يقوم البخار والغازات الأخرى بتشكيل فقاعات ثم يتم تجميد الفقاعات وتشكيل التجاويف في الحجارة، وبعد فترة طويلة من تصلب الصخور يدخل الماء الذي يحمل السيليكا (محلول من الماء والسيليكا) إلى الفقاعة ويتخثر إلى هلام السيليكا، ثم تنتشر المكونات القابلة للذوبان من الصخور الحاملة للحديد في هلام السيليكا وتقوم بإنتاج طبقات منتظمة من هيدروكسيد الحديد، وفي المرحلة الأخيرة تتصلب الكتلة بأكملها تدريجيًا بسبب فقدان الماء وتبلور جزء كبير من السيليكا على شكل كوارتز أو شِرت (صخر صواني).^[١]

العديد من حجارة العقيق جوفاء، ويرجع سبب ذلك إلى أن الترسيب لم يقطع مسافة كافية لملء التجويف كاملًا، ويشار إلى أن حجر العقيق مقاومٌ جدًا للعوامل الجوية، وهو يتواجد كعقيدات (تكتلات) في التربة أو يترسب كحصى في الجداول وعلى طول الشواطئ.^[٢]

أصل تسمية حجر العقيق

قام عالم الطبيعة والفيلسوف اليوناني ثيوفراستوس (Theophrastus) بتسمية حجر العقيق عندما اكتشفه على طول خط الشاطئ لنهر أكاتيس (Achates) في صقلية الحالية، في فترة الزمنية الواقعة ما بين القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، وقد تم الحصول على العقيق الملون والعقيق الأبيض منذ أكثر من 3000 عام من نهر (Achates) الذي يسمى الآن نهر ديريلو (Dirillo).^[٢]

لون حجر العقيق

لحجر العقيق مجموعة متنوعة من الألوان، مثل؛ الأحمر، والأصفر، والوردي، والأزرق، والبرتقالي، والأسود، والرمادي، بالإضافة إلى قوس قزح (متعدد الألوان)، ومتعدد الطبقات، ويتشكل النوعان الأخيران بفعل مزيج من الألوان؛ حيث يتم دمج الألوان معًا في صخرة واحدة أو طبقات منفصلة صفًا بعد صف، وبسبب الطبيعة المسامية للعقيق فإن معظم الأحجار الكريمة التي تباع تكون مصبوغة لتعزيز مظهرها ولونها.^[٣]

أنواع حجر العقيق

يتواجد حجر العقيق الكريم بعدة أنواع، حيث يتم تصنيفها بناءً على طريقة تكوين الحجر، ولونه، ووجود الشوائب فيه، ومن أنواع العقيق الأكثر شيوعًا:^[٣]

• عقيق شجيري (Dendritic Agate).
• عقيق الطحلب (Moss Agate).
• العقيق المريش (Plume Agate).
• عقيق التحصين (Fortification Agate).
• عقيق النار (Fire Agate).
• عقيق الدانتيل (Lace Agate).

مصادر حجر العقيق

بدأ استخدام حجر العقيق كأداة منذ العصر الحجري القديم الأعلى، ثم بدأ البشر بصقله منذ العصر الحجري الحديث، وتعتبر الهند وبالتحديد منطقة ديكان ومنطقة كامباي (خامبات القديمة) في مقاطعة غوجارات من المصادر القديمة له، كما اشتهر بيع أحجار العقيق القادمة من اليمن ذات الصبغات الحمراء الداكنة في مصر القديمة، ولكن في الوقت الحاضر أصبح العقيق متواجدًا في جميع أنحاء العالم، ولكن لا تزال بلدة إيدار-أوبرشتاين الألمانية الصغيرة هي المصدر الرئيسي لأفضل أعمال نحت العقيق في العالم، بالإضافة إلى كون البرازيل، وبوتسوانا، والهند، والصين، وروسيا، ومنغوليا، والولايات المتحدة؛ هي المصادر الرئيسية له، أما عقيق الطحلب فيتم العثور عليه بشكلٍ رئيسي في الهند والولايات المتحدة.^[٤]

أساطير مثيرة للاهتمام حول أحجار العقيق الكريمة

كحال جميع الأحجار الكريمة فقد نال العقيق أيضًا نصيبه من الأساطير المثيرة للاهتمام التي دارت حوله، ومن أبرزها:^[٥]

• استخدم السومريون العقيق في زينتهم مع أحجار أخرى؛ من خلال وضعه في أطواق حول الرقبة والمعصم لاستحضار لعنات الإلهة لامشتو التي تهدد الأطفال حديثي الولادة، وفي ملحمة جلجامش قيل أنه في بستان الآلهة كانت قطرات الندى من العقيق.
• اعتقد الصينيون قديمًا أن العقيق مصدره دماغ حصان متحجر، وكان يحظى باحترامٍ كبير في عهد أسرة هان في شرق الصين (25-220 قبل الميلاد) بسبب لونه الأحمر.
• تم بيع العقيق في كل مكان، وقد تم فرض ضرائب عليه بنسبة 5% في المملكة الفرنسية في عهد الملك لويس الرابع عشر.
• ارتبط العقيق في العالم الإسلامي بالأساطير الخاصة بالبقاء على قيد الحياة، حيث استخدمه الفرس والعرب والأمم الأخرى من الشرق في صناعة حلقات خواتمهم المرصعة بالفضة، والتي كان ينقش عليها آية قرآنية، واسم مالك الحجر، وبعض الرموز أو الكلمات السحرية التي من المفترض أن تحمي المالك من مجموعة مصائب، مثل؛ لدغة العقرب، والعطش، والالتهاب الرئوي، ويمكن أن يحسن الحجر بصره أيضًا.