كل ما يهمك معرفته عن اللؤلؤ

نظرة حول اللؤلؤ

اللآلئ (بالإنجليزية: Pearls) هي الأحجار الكريمة الوحيدة التي يمكن العثور عليها داخل الكائنات الحية؛ إذ يمكن استخراج اللآلئ من الرخويات التي تعيش داخل المياه العذبة أو المياه المالحة مثل المحار الذي يعتبر من أشهر المصادر لاستخراج اللؤلؤ، إلا أنه يمكن العثور على بعض اللآلئ أيضًا في الرخويات الأخرى مثل بلح البحر وأذن البحر، وتعتبر معظم اللآلئ الموجودة في السوق حالياً من اللآلئ التي تُزرع صناعيًا؛ لأن اللآلئ الطبيعية نادرة الوجود، كما أنّها تتطلب عناية خاصة، كما أن طرق استخراجها ليست سهلة، وتعتبر تكلفة اللؤلؤ الطبيعي أكثر بكثير من تكلفة اللؤلؤ المستزرع، ولا يختلف اللؤلؤ المُستخرج من المياه المالحة في تكلفته عن ذلك المستخرج من المياه العذبة.^[١]

كيف يتكوّن اللؤلؤ؟

تتكون اللآلئ عندما تدخل مادة داخل جسم المحار أو الرخويات وتسبب تهيجها، وقد تكون هذه المادة عبارة عن حبة رمل أو قطعة من الصدفة، وتسبب هذه المادة إزعاج الرخويات، التي تبدأ بدورها بإفراز مادة عرق اللؤلؤ ببطء لحماية نفسها من هذا المهيج، ومع تراكم طبقات عرق اللؤلؤ بمرور الوقت على مدى عدة سنوات تتكوّن اللؤلؤة، ويعتمد حجم وشكل اللؤلؤة الناتجة على حجم وشكل المادة المهيّجة، كما يعتمد لون اللؤلؤ على المحيط أو المسطح المائي الذي تعيش فيه هذه الرخويات.^[٢]

تاريخ اللؤلؤ وبعض الأساطير المرتبطة به

لُقّبت اللآلئ منذ القدم بملكة الأحجار الكريمة، فهي تعتبر واحدة من أثمن الجواهر التي تم اكتشافها منذ القدم، ويُعتقد قديمًا أنه تم تبجيلها وتداولها منذ 6000 عام، وقديمًا كانت تُقدّم اللآلئ كهدايا للزينة في الصين القديمة، ثم بدأ استخدامها في صناعة الحُلي والمجوهرات الشخصية منذ 450 سنة قبل الميلاد على الأقل، واستخدمت اللآلئ أيضًا كرمز للقوة والثروة في مصر القديمة.^[٣]

هناك العديد من الخرافات والأساطير الأخرى حول تاريخ اللؤلؤ، فقد اعتقد الناس قديماً أن اللآلئ هي دموع الملائكة أو دموع القمر، وهذا يُشير إلى ارتباطها بالحزن، لكن معظم الثقافات الأخرى تعتقد العكس؛ فالإغريق مثلًا يربطون اللؤلؤ بالحب والزواج، ويعتقدون أن اللؤلؤ يمنع العروس من البكاء في يوم زفافها ويجلب لها السعادة الزوجية، وعند القتال أثناء الحروب الصليبية ارتدى الفرسان اللؤلؤ كتعويذة معتقدين أنها تساعد في حمايتهم.^[٣]

استزراع اللؤلؤ

على مدى عصور من التاريخ كانت جميع اللآلئ الموجودة طبيعية وكان من الصعب جدًا استخراج واحدة أو حتى العثور عليها، وبسبب ارتفاع الطلب على اللؤلؤ مقارنة بكميات إنتاجه شرع رجل الأعمال الياباني ميكيموتو كوكيتشي في اكتشاف طريقة لاستزراع اللؤلؤ وتوفيره حسب الطلب، وفي عام 1893م نجح هو وزوجته أوم في زراعة لؤلؤة واحدة تحت إشراف بشري، وعلى مدى السنوات التالية تمكن ميكيموتو من إتقان الزراعة جيدًا، التي كانت مزيجًا من الفن والعلم معًا، حتى أصبح الآن من الممكن استزراع اللؤلؤ في مزارع المحار الخاصة، حيث يتم حمايتها ورعايتها من قبل الخبراء على مدار عدّة سنوات، حتى يتشكل اللؤلؤ المستزرع بطريقة متقنة بشكل يشبه اللؤلؤ الأصلي.^[٣]

أنواع اللؤلؤ المستزرع

هناك أربعة أنواع رئيسية من اللؤلؤ المستنبت أو المستزرع (بالإنجليزية: Cultured pearls)، وهي:

لآلئ أكويا

لآلئ أكويا (بالإنجليزية: Akoya Pearls) المستزرعة هي أكثر أنواع اللؤلؤ المستزرع في المياه المالحة شيوعًا في الولايات المتحدة والأسواق الغربية الأخرى، ويعتقد العديد من العملاء أن أكويا ذات اللون الأبيض أو الكريمي هي اللؤلؤ الكلاسيكي المستخدم في المجوهرات، وتُنتج لآلئ أكويا المزروعة في كل من اليابان والصين.^[٤]

لآلئ بحر الجنوب المستزرعة

تعتبر أستراليا، وإندونيسيا، والفلبين من الدول الرئيسية المنتجة لهذه اللآلئ المستزرعة في المياه المالحة، ويمكن لهذه اللآلئ أن تكون ذات لون أبيض فضي أو ذهبي حسب نوع المحار، وهي ذات حجم كبير وصدفتها سميكة، بسبب فترة نموها الطويلة، كما أن ظروف نموها صعبة.^[٤]

لآلئ تاهيتي المزروعة

تُزرع هذه اللآلئ في المقام الأول حول جزر بولينيزيا الفرنسية في المياه المالحة، ويُشار إلى هذا النوع من اللآلئ أحيانًا باللآلئ السوداء، وتتميز بنطاق ألوان واسع؛ فقد تكون رمادية، أو سوداء، أو بنية اللون، كما يمكن أن تكون لها مسحة من اللون الأزرق، أو الأخضر، أو ​​الأرجواني، أو الوردي.^[٤]

لآلئ المياه العذبة المستزرعة

يعتبر اللؤلؤ المستزرع في المياه العذبة من أكثر أنواع اللؤلؤ شيوعًا، ويرجع ذلك إلى وفرتها بنطاق واسع من الأحجام، والأشكال، والألوان، بالإضافة إلى وفرتها التجارية بسعر أقل، وعادة ما يتم استزراعها في بحيرات وبرك المياه العذبة، وغالباً ما تُزرع العديد من اللآلئ في محار واحد، وتعد الصين المصدر الرئيسي لهذا النوع من اللآلئ.^[٤]