تعرف على الزمرد الأخضر

ما هو الزمرد الأخضر؟

الزمرد الأخضر هو حجر كريم ذو أصلٍ معدني صخري؛ له لون أخضر داكن يميزه عن غيره من الأحجار، وهو من أقدم الأحجار الكريمة التي عرفتها البشرية، وقد اكتشف منذ حوالي 4000 عام في مصر القديمة، ويصنف الزمرد على أنه جزء من عائلة البيريل (Beryl) من الأحجار الكريمة، أما كيميائيًا، فيعرف أنه عبارة عن سيليكات ألمنيوم البيريليوم، وصيغته الكيميائية هي Be3Al2(SiO3)6، وهو من الأحجار ذات القساوة المرتفعة نسبيًا، حيث تتراوح قساوته على مقياس موس للصلابة ما بين 7.5 إلى 8 درجات، وهذا يعني أنه مقاومٌ للخدش بدرجة كبيرة، مما يجعله من الأحجار ذات الجودة والقيمة العالية، ويتميز بامتلاكه لهيكلٍ بلوري سداسي عالي التماثل والدقة، بالإضافة لامتلاكه للمعان نقي كالزجاج.^[١]

كيف يتكون الزمرد الأخضر؟

يتكون الزمرد في الفجوات الحرارية المائية أو في صخور الماغما الغرانيتية، حيث يتبلور حجر البيريل بشكل سداسي عند درجة الحرارة والضغط المناسبين، ويتكون حجر البيريل بشكلٍ أساسي من عنصر البيريليوم، والألمنيوم، والسيليكون، والأكسجين، أما الزمرد الأخضر تحديدًا، فهو أحد أحجار مجموعة متنوعة من البيريل المعدني، فالبيريل بأصله لا لون له عندما يكون نقيًا، وما يجعله زمردًا هو تشبعه ببعض الشوائب التي تضفي عليه لونًا أخضر مشبع، وتشمل هذه الشوائب الكروم، أو الفاناديوم، أو كليهما، أما إذا لم تصل نسبة الشوائب لتعطي لون الزمرد المميز؛ فيطلق على الحجر ضعيف التشبع اسم البيريل الأخضر، ويتشكل الزمرد في بيئاتٍ مختلفة، حيث يتشكل الزمرد الكولومبي في الحقول الحرارية المائية منخفضة الحرارة نسبيًا، بينما يتشكل الزمرد الزامبي في صخور البجماتيت.^[٢]

العوامل المؤثرة في جودة وقيمة الزمرد الأخضر

يتأثر الزمرد بالعديد من العوامل التي تزيد من جودته وترفع من قيمته، وفيما يأتي أهم هذه العوامل:^[٣]

• اللون: إنّ أكثر ألوان الزمرد المرغوبة هو الأخضر النقي، فالزمرد الأكثر قيمة هو الزمرد الذي يتمتع بدرجة تشبعٍ كافية من الكروم والفاناديوم لإعطائه لونًا أخضر داكن مع بقائه شفافًا ونقيًا للغاية، كما أن التوزيع المتساوي للون مع عدم وجود تقسيم لوني مرئي للعين يجعله أجمل وأعلى قيمة، أما إذا كان اللون مصفرًا جدًا أو مزرقًا جدًا، فإن الحجر لا يعتبر زمردًا، وإنما نوع مختلفٌ من البيريل، وتنخفض قيمته وفقًا لذلك، وكثيرًا ما يرتبط لون الزمرد بموقع المنجم الذي تم استخراجه منه، فالزمرد الكولومبي له لونٌ أخضر نقي وأكثر كثافة، والزمرد الزامبي له لون أخضر أكثر برودة، وبشكلٍ عام، فإن لون الزمرد يتداخل باختلاف مصادره ونسبة وجود الشوائب فيه.
• النقاء: في الأحجار الكريمة الملونة؛ تعتبر الشفافية ووضوح التبلور أمران مهمان، فقد يحتوى الزمرد على بعض الشوائب التي تجعله معتمًا وغير نافذ للضوء، إلا أن الزمرد شديد النقاوة والشفافية والمنفذ للضوء، يعد نادرًا جدًا وذو قيمة عالية.
• طريقة القطع: يوجد في أحجار الزمرد شقوق قد تضعف من ترابطها، ولذلك يجب على القاطع تقليل نسبة القطع في مناطق الضعف في الحجر للحفاظ عليه، كما أن زاوية القطع تؤثر على انعكاس الضوء وعلى لونه، فيجب أن يزيد القطع من تأثير تدرج اللون ودرجته وتشبعه، كما يمكن للقاطع الماهر أن يغمق لون الحجر الباهت من خلال إحداث قطع عميق، أو أن يُفتِّح من لون الحجر الداكن من خلال إحداث قطعٍ ضحل (قليل العمق)، وبهذا ينتج حجر زمرد يحمل انعكاساً جميلاً ودرجة لونٍ مرغوبة.